مذكرات مثلية .. الحلقة الرابعة
#مذكرات_مثلية
(اعتذر على التأخر... قريتي وعجبك خلي شي حاجة لتحت وطاغي صحابك تاهما يبكيوا مع الغالي تيتيمة)
"بابا مات" "ماما ماتت" زوج كلمات مكيزعزعونيش بزاف، عادي يموتو ليك واليديك حيت الموت شي حاجة حتمية اتوقع اتوقع شي نهار، اللي خايب هو يكونو واليديك ميتين ولكن هما فالحياة، يكفي أن والييديك عايشين ومكيتفكروك تا ب درهم راه هذاك هو الموت البطيء، يتيم الأموات على الأقل كيلقا معه عمامو وعماتو وخوالو وخوالاتو اللي تيقولو هذاك مسكين راه يتيم وكيحنو عليه، أما يتيم الأحياء فراه مكيتسوق ليه تا واحد حيت كلشي تيقول راه عندو واليديه... اللي قرا الجزء السابق ايكون متأكد بلي عشت طفولة صعيبة بسبب لفقر، ولكن أنا طفولتي كانت أصعب حيت أنا يتيمة أحياء...
[يتيمة الأحياء]
واخا تقياتني الحياة قبل ما نكمل وقتي، ولاحتني بين نياب الفقر، صبرت، وقاومت، وفينما صرفقني القدر كنوض وكنعطي للقحبة يماه تصرفيقة أعنف من اللي عطاني، وأنا تنكبر وليت تنآمن بلي القدر ولد دين لكلب وتا منين تيولي ظريف معاك عرف بلي موجد ليك شي صفعة مقودة..
طفولتي كاملة كانت متمحورة على حلم، كنت باغية غير مونيكة، منين مجاتنيش مونيكة صنعتها فخيالي، وسميتها أليس، نسبة إلى حكاية أليس في بلاد العجائب، (كنت لقيت القصة فطارو تاع الزبل وخديتها قريتها) أليس اللي غتكبر معايا وغتولي صديقتي الخيالية، اللي واخا هي نقيضة ديالي الا أننا متعايشات مع بعض، وعاونااتني بزاف باش نتخلص من العديد ديال العقد، (معنديش انفصام فالشخصية)... كلمة الطفولة كنت تنجهلها فالصغر، ماشي غير الفقر هو السبب، الأغلبية كانوا فقراء، ولكن الفرق بيناتنا أنني أنا كنت بلا واليدين، عرفتو اشناهي تكبر وقضية أنك يتيم أحياء كتلاحقك نبسطها ليكم، يتيم الأحياء هو ذاك السيد اللي عريان والناس تيقولو ليه راك لابس حوايجك (يعني عندك واليديك) وهو تيحلف ليهم بالآلهة كلها بلي راه عريان، وبوحدو اللي حاس بلعرا تاعو...
فكل سنة كنت تنكبر فيها كانت عقدي النفسية تتكبر معايا تا وليت كثلة من العقد النفسية تمشي فوق الأرض، ولحدود اللحظة مكنقدرش نشوف الدراري الصغار مع واليديهم، مكيعجبونيش لبراهش حيت هما مع واليديهم وأنا معشتش مع واليديا...مننكرش أن جدتي سدات الفراغ تاع الأم ولكن فراغ الأب أعمق، حيت جدي كان تيحاولي يوفر لي الأشياء المادية (فلوس لقراية وحوايج العيد..) ولكن الحنان تاعو مكانش... تا فرحة العيد لكبير عمرها كملات عندي، واخا كنت تنكون موحشة اللحم والشوا، وبالرغم من اننا كنا تنعيدو بحولية بلا كرون والدراري الصغار تيضحكو عليا وتيقولو لي معيدين بحولية وانا تنخرج عيني فيهم وتنقوليهم لا راه حولي فرطاس وتنبداو نقلبو على قلاويه... فأي عيد غير كنت تنشوف الدراري والدريات مع باواتهم تنتقرص، عقدة الأب عندي عميقة، جدي مكانش ساد هذاك الخصاص، يمكن حيت كان زير نساء، كانت ديما جدتي محصلاه، ومنين كنت صغيرة كانت تتديرني فظهرها وتتبقا تابعاه حاضياه، كنا ايلا مشينا عند شي واحد وخليناه منين تنرجعو تنلقاو البراكة بحال شي برتوش تاع شي عزري مرة تنلقاو جلابة، مرة كارصون، مرة سوتيان، واحد المرة لقينا لمرا كلها عندو، واحد المرة لقاتو تيشري لواحد لمرا مانطة، شنقات عليه وتضاربو ومشات غضبات فدعاها لبيت الطاعة الزوجية، منين وقفو قدام القاضي، بقا جدي تيتشكا وهي تقول جدة للقاضي راه تيخوني، جدي جاوبها وقاليهم راها مكتقومش بواجيباتها الجوجية، وباش أمي تنتاقم قلبات بلغتها وقالت ليهم واش السباط كيتلبس هكا ولا هكا؟ (كتقصد بغا ينكحني من الدبر) وجدي مكرهش الأرض تتشق ويتخشا فيها، كره راسو، يمكن من ديك الوقيتة نقص من شهوتو المفرطة...
عقدة الأب كنت تنحس بيها تا منين تنمشي للعروبية فالصيف، كانت جدتي تتدينا للعروبية أنا وخويا وختي، باش نقصوا المصروف عليهم، وتتبقا توصي فناس الخيمة عليا أنا بالذات، كانوا الرجال تاع الخيمة تيفيقونا بكري نسرحو لبهايم وكيخليوا ولادهم ناعسين، كنقول كون كان معايا بابا ميخليهمش يديرو ليا هكا، وكانوا تيخليونا بالجوع اللي حضر ياكل واللي محضرش مياكلش، وكندمروا عليهم الصيف كلو فالأخير كيشريوا ليا صندالة الميكة، وكيسيفطونا فالكار بريوس مقملة، وجسد عامر حبوب من شدة الوسخ، غير تنوصلو للدار تتقرع لينا أمي شعرنا، وتتسيفطنا للحمام تنظلو فيه النهار كلو...
فالعروبية شفت بزاف لحوايج، شفت لخوت تيخونو بعضياتهم مع العيالات هذا ينعس مع مرات هذا والعكس صحيح، فالعروبية تعلمت نحضي كري مزيااان، حيت كنت تنشوف كيفاش كانو تيتعاملو مع لبنات، كنت منين تنبغي نمشي مكنديش معايا الصايات، كنت تندي معايا السراول فقط (الذيب تتدار بيه مرة وحدة وتيتيمة خاصها تحوا غير مرة وحدة) ومنين تنبغي ننعس تنربط سروالي بقنبة باش تا ايلا قرب ليا شي حد نحس بيه... واحد المرة بغينا نهزو الحليب من الكوري نديوه للكوشينة (الكوزينة) و تقلب لينا سطل وشدونا أنا وخوتي قتلونا عصا، ربطونا دارونا مع لبقر فالكوري وسدو علينا، وحنا مع الخوف بتنا دايرين النوبة فالعسة كل مرة واحد، أنا منعستش بقيت تنفكر فواليديا بابا وماما، كون كان ونيت تيبغيوني مكنتش غادي نكون فهاد الحالة... فالصباح لقات ختي عقرب كحلة مخشية ليها فالقب تاع القبية اللي كانت لابساها...
كلمة بابا وماما كانت ناشفة فحلقي، مكتبغيش تخرج، كرهي ليهم كيزيد نهار على نهار، كانو منين تيجيوا عند جدتي بحال الضياف، كنشوف كيف كيتعاملو مع خويا اللي صغر مني تنحقد وتنكرههم، عرفتو منين تيربيوك ناس اخرين غير واليديك بحال ايلا حطو شي بذرة فتربة معينة وديك التربة مكتحتاجش الما بزاف، ومنين بداو جذورك كيتقواو هزوك وحطوك فتربة رملية خاصها بزااف تاع الما، وبقاو كيسقيوك بنفس الكم السابق، فكتذبل ببطء، هكاك وقعليا أنا...
واحد النهار قلت جدتي علاش بابا وماما مكيسولوش فيا وعمرهم تفكروني، عنقاتني وقالت لي ايلا خطيتك أنا مغيبقا عندك لا حنين لا رحيم، وراني خايفة نموت ومنخلي اللي يكون بيك، تا خوتي (خوالي) مكانوش حنان فيا كانو تيغيرو مني حيت انا فنظرهم مفششة وضاسرة، كانت منين تتخرج جدتي وتتخليني مع ختي كانت تتحك لي لبزار في فمي، وتتضربني وتتقول ما قدهم فيل زادوه فيلة، لقينا تا حنا ما ناكلو بقيتي غير نتي... هاد الكلام كان كفيل باش منين يجي بابا وماما نوقف قدامهم ونقوليهم أنا ماشي بنتكم علاش اللي عمركم ديتوها فيا، وفعلا داوها فيا...
بدات ماما تتجي فكل ويكاند تديني نبات عندها، ولكن كنت تنحس بالغربة بيناتهم، صوت خويا كان تيصدعني، وبابا وماما ديما مصادعين، حيت مرجعياتهم الفكرية مختلفة، كل ويكاند كنت تنمشي عندهم ضروري يتخاصمو على اتفه الأسباب، ومنين هوا تيخرج يبدل ساعة بأخرى هي تتبدا تصلي وتدعي عليه...، كنكونو تنتعشاو تا كيجبدو نقاش تافه وتتقلب الطابلة تاع لعشا، وكيبداو ضربة فيا وضربة فيك، وانا بيناتهم شادة خويا وتنبكي... هذاك البعلوك تاع خويا كنت مرة تنحسدو حيت بيناتهم ومرة تيبقا فيا حيت عايش وسط الحرب تاعهم... ولكن احساس الغيرة كان غالب هذا علاش حاولت نقتلو ثلاثة المرات المرة الأولى قجيتو من عنقو وبدا تيضحك وبقا فيا... المرة الثانية كانت ماما تتنشر الصابون وعمرت ليه فمو بالخبز تا ولا وجهو زرق وكانت عندو ديك الساعة ثلاث أشهر... المرة الثالثة شعلت البوطة وحطيت ليه طرماحتو فوقها هههههه العلامة باقا فيه للان هههه ويقدر ايلا قرا هادشي يجي عندي ويقولي بصح نتي زاملة؟
هادشي اللي خلاني منبقاش نمشي عندهم، ونفضل نبقا مع جدي وجدة على أنني نكون وسطهم...
قبل ما نسالي هاد الحلقة ونساليوا معه معاناة الطفولة ضروري نحكي ليكم على شي لقطات موشومين إلى الأبد في ذاكرتي... عمري ننسا صورة جدتي وهي تتدور بين لبرارك تاع الكاريان تتطلب فالصوف باش تصايب لي تريكوات ندفا بيهم فالبرد، وكانت ديما تتصايب لي يد كبيرة ويد صغيرو فالمدرسة تيضحكو عليا وأنا ممسوقاش وتنقول يكفي أن الصوف فيه ريحة جدتي... عمري ننسا جدي اللي النهار كلو وهو ساجد على فمو تيصايب فالموطور تاع لمقدم باش يعطيه دراهم معدودات ويعطيني منهم باش نشري مجلة العندليب ومنين كمل خدمتو المقدم مبغاش يخلص جدي و تشانقو تا لاح لمقدم لجدي لفلوس فالارض وتحنا المسكين على ركابيه كيجمع فيهم ويديه مطليين بلاكريس وبلوزتو الزرقة المرقعة تثير الكآبة فلقطة تراجيدية مؤلمة، وكمش لفلوس وبلاما يحسبهم وعطاهم ليا... مغننساش النهار اللي باسني معاذ ولد ماليكة لغليضة وتقلقت وبديت تنبكي وتنغوت ومنين قلتها جدتي قالت لي البوسان مغيلصقش فيك، وكيفاش تعاملت ببرودة مع الأمر وتساءلت كون قلت ليها راه زهير غتاصبني كانت ردة فعلها غتكون هكا؟ كون قلت ليها راه زهير حواني وحل ليا سروالي اللي كنتي تتقوليلي متحليهش لشي حد من غير راجلك تا كنت غنموت كانت غتقولي لحوا مكيلصقش فبنادم طول لعمر؟؟؟
تدوزو بخير...
(اعتذر على التأخر... قريتي وعجبك خلي شي حاجة لتحت وطاغي صحابك تاهما يبكيوا مع الغالي تيتيمة)
"بابا مات" "ماما ماتت" زوج كلمات مكيزعزعونيش بزاف، عادي يموتو ليك واليديك حيت الموت شي حاجة حتمية اتوقع اتوقع شي نهار، اللي خايب هو يكونو واليديك ميتين ولكن هما فالحياة، يكفي أن والييديك عايشين ومكيتفكروك تا ب درهم راه هذاك هو الموت البطيء، يتيم الأموات على الأقل كيلقا معه عمامو وعماتو وخوالو وخوالاتو اللي تيقولو هذاك مسكين راه يتيم وكيحنو عليه، أما يتيم الأحياء فراه مكيتسوق ليه تا واحد حيت كلشي تيقول راه عندو واليديه... اللي قرا الجزء السابق ايكون متأكد بلي عشت طفولة صعيبة بسبب لفقر، ولكن أنا طفولتي كانت أصعب حيت أنا يتيمة أحياء...
[يتيمة الأحياء]
واخا تقياتني الحياة قبل ما نكمل وقتي، ولاحتني بين نياب الفقر، صبرت، وقاومت، وفينما صرفقني القدر كنوض وكنعطي للقحبة يماه تصرفيقة أعنف من اللي عطاني، وأنا تنكبر وليت تنآمن بلي القدر ولد دين لكلب وتا منين تيولي ظريف معاك عرف بلي موجد ليك شي صفعة مقودة..
طفولتي كاملة كانت متمحورة على حلم، كنت باغية غير مونيكة، منين مجاتنيش مونيكة صنعتها فخيالي، وسميتها أليس، نسبة إلى حكاية أليس في بلاد العجائب، (كنت لقيت القصة فطارو تاع الزبل وخديتها قريتها) أليس اللي غتكبر معايا وغتولي صديقتي الخيالية، اللي واخا هي نقيضة ديالي الا أننا متعايشات مع بعض، وعاونااتني بزاف باش نتخلص من العديد ديال العقد، (معنديش انفصام فالشخصية)... كلمة الطفولة كنت تنجهلها فالصغر، ماشي غير الفقر هو السبب، الأغلبية كانوا فقراء، ولكن الفرق بيناتنا أنني أنا كنت بلا واليدين، عرفتو اشناهي تكبر وقضية أنك يتيم أحياء كتلاحقك نبسطها ليكم، يتيم الأحياء هو ذاك السيد اللي عريان والناس تيقولو ليه راك لابس حوايجك (يعني عندك واليديك) وهو تيحلف ليهم بالآلهة كلها بلي راه عريان، وبوحدو اللي حاس بلعرا تاعو...
فكل سنة كنت تنكبر فيها كانت عقدي النفسية تتكبر معايا تا وليت كثلة من العقد النفسية تمشي فوق الأرض، ولحدود اللحظة مكنقدرش نشوف الدراري الصغار مع واليديهم، مكيعجبونيش لبراهش حيت هما مع واليديهم وأنا معشتش مع واليديا...مننكرش أن جدتي سدات الفراغ تاع الأم ولكن فراغ الأب أعمق، حيت جدي كان تيحاولي يوفر لي الأشياء المادية (فلوس لقراية وحوايج العيد..) ولكن الحنان تاعو مكانش... تا فرحة العيد لكبير عمرها كملات عندي، واخا كنت تنكون موحشة اللحم والشوا، وبالرغم من اننا كنا تنعيدو بحولية بلا كرون والدراري الصغار تيضحكو عليا وتيقولو لي معيدين بحولية وانا تنخرج عيني فيهم وتنقوليهم لا راه حولي فرطاس وتنبداو نقلبو على قلاويه... فأي عيد غير كنت تنشوف الدراري والدريات مع باواتهم تنتقرص، عقدة الأب عندي عميقة، جدي مكانش ساد هذاك الخصاص، يمكن حيت كان زير نساء، كانت ديما جدتي محصلاه، ومنين كنت صغيرة كانت تتديرني فظهرها وتتبقا تابعاه حاضياه، كنا ايلا مشينا عند شي واحد وخليناه منين تنرجعو تنلقاو البراكة بحال شي برتوش تاع شي عزري مرة تنلقاو جلابة، مرة كارصون، مرة سوتيان، واحد المرة لقينا لمرا كلها عندو، واحد المرة لقاتو تيشري لواحد لمرا مانطة، شنقات عليه وتضاربو ومشات غضبات فدعاها لبيت الطاعة الزوجية، منين وقفو قدام القاضي، بقا جدي تيتشكا وهي تقول جدة للقاضي راه تيخوني، جدي جاوبها وقاليهم راها مكتقومش بواجيباتها الجوجية، وباش أمي تنتاقم قلبات بلغتها وقالت ليهم واش السباط كيتلبس هكا ولا هكا؟ (كتقصد بغا ينكحني من الدبر) وجدي مكرهش الأرض تتشق ويتخشا فيها، كره راسو، يمكن من ديك الوقيتة نقص من شهوتو المفرطة...
عقدة الأب كنت تنحس بيها تا منين تنمشي للعروبية فالصيف، كانت جدتي تتدينا للعروبية أنا وخويا وختي، باش نقصوا المصروف عليهم، وتتبقا توصي فناس الخيمة عليا أنا بالذات، كانوا الرجال تاع الخيمة تيفيقونا بكري نسرحو لبهايم وكيخليوا ولادهم ناعسين، كنقول كون كان معايا بابا ميخليهمش يديرو ليا هكا، وكانوا تيخليونا بالجوع اللي حضر ياكل واللي محضرش مياكلش، وكندمروا عليهم الصيف كلو فالأخير كيشريوا ليا صندالة الميكة، وكيسيفطونا فالكار بريوس مقملة، وجسد عامر حبوب من شدة الوسخ، غير تنوصلو للدار تتقرع لينا أمي شعرنا، وتتسيفطنا للحمام تنظلو فيه النهار كلو...
فالعروبية شفت بزاف لحوايج، شفت لخوت تيخونو بعضياتهم مع العيالات هذا ينعس مع مرات هذا والعكس صحيح، فالعروبية تعلمت نحضي كري مزيااان، حيت كنت تنشوف كيفاش كانو تيتعاملو مع لبنات، كنت منين تنبغي نمشي مكنديش معايا الصايات، كنت تندي معايا السراول فقط (الذيب تتدار بيه مرة وحدة وتيتيمة خاصها تحوا غير مرة وحدة) ومنين تنبغي ننعس تنربط سروالي بقنبة باش تا ايلا قرب ليا شي حد نحس بيه... واحد المرة بغينا نهزو الحليب من الكوري نديوه للكوشينة (الكوزينة) و تقلب لينا سطل وشدونا أنا وخوتي قتلونا عصا، ربطونا دارونا مع لبقر فالكوري وسدو علينا، وحنا مع الخوف بتنا دايرين النوبة فالعسة كل مرة واحد، أنا منعستش بقيت تنفكر فواليديا بابا وماما، كون كان ونيت تيبغيوني مكنتش غادي نكون فهاد الحالة... فالصباح لقات ختي عقرب كحلة مخشية ليها فالقب تاع القبية اللي كانت لابساها...
كلمة بابا وماما كانت ناشفة فحلقي، مكتبغيش تخرج، كرهي ليهم كيزيد نهار على نهار، كانو منين تيجيوا عند جدتي بحال الضياف، كنشوف كيف كيتعاملو مع خويا اللي صغر مني تنحقد وتنكرههم، عرفتو منين تيربيوك ناس اخرين غير واليديك بحال ايلا حطو شي بذرة فتربة معينة وديك التربة مكتحتاجش الما بزاف، ومنين بداو جذورك كيتقواو هزوك وحطوك فتربة رملية خاصها بزااف تاع الما، وبقاو كيسقيوك بنفس الكم السابق، فكتذبل ببطء، هكاك وقعليا أنا...
واحد النهار قلت جدتي علاش بابا وماما مكيسولوش فيا وعمرهم تفكروني، عنقاتني وقالت لي ايلا خطيتك أنا مغيبقا عندك لا حنين لا رحيم، وراني خايفة نموت ومنخلي اللي يكون بيك، تا خوتي (خوالي) مكانوش حنان فيا كانو تيغيرو مني حيت انا فنظرهم مفششة وضاسرة، كانت منين تتخرج جدتي وتتخليني مع ختي كانت تتحك لي لبزار في فمي، وتتضربني وتتقول ما قدهم فيل زادوه فيلة، لقينا تا حنا ما ناكلو بقيتي غير نتي... هاد الكلام كان كفيل باش منين يجي بابا وماما نوقف قدامهم ونقوليهم أنا ماشي بنتكم علاش اللي عمركم ديتوها فيا، وفعلا داوها فيا...
بدات ماما تتجي فكل ويكاند تديني نبات عندها، ولكن كنت تنحس بالغربة بيناتهم، صوت خويا كان تيصدعني، وبابا وماما ديما مصادعين، حيت مرجعياتهم الفكرية مختلفة، كل ويكاند كنت تنمشي عندهم ضروري يتخاصمو على اتفه الأسباب، ومنين هوا تيخرج يبدل ساعة بأخرى هي تتبدا تصلي وتدعي عليه...، كنكونو تنتعشاو تا كيجبدو نقاش تافه وتتقلب الطابلة تاع لعشا، وكيبداو ضربة فيا وضربة فيك، وانا بيناتهم شادة خويا وتنبكي... هذاك البعلوك تاع خويا كنت مرة تنحسدو حيت بيناتهم ومرة تيبقا فيا حيت عايش وسط الحرب تاعهم... ولكن احساس الغيرة كان غالب هذا علاش حاولت نقتلو ثلاثة المرات المرة الأولى قجيتو من عنقو وبدا تيضحك وبقا فيا... المرة الثانية كانت ماما تتنشر الصابون وعمرت ليه فمو بالخبز تا ولا وجهو زرق وكانت عندو ديك الساعة ثلاث أشهر... المرة الثالثة شعلت البوطة وحطيت ليه طرماحتو فوقها هههههه العلامة باقا فيه للان هههه ويقدر ايلا قرا هادشي يجي عندي ويقولي بصح نتي زاملة؟
هادشي اللي خلاني منبقاش نمشي عندهم، ونفضل نبقا مع جدي وجدة على أنني نكون وسطهم...
قبل ما نسالي هاد الحلقة ونساليوا معه معاناة الطفولة ضروري نحكي ليكم على شي لقطات موشومين إلى الأبد في ذاكرتي... عمري ننسا صورة جدتي وهي تتدور بين لبرارك تاع الكاريان تتطلب فالصوف باش تصايب لي تريكوات ندفا بيهم فالبرد، وكانت ديما تتصايب لي يد كبيرة ويد صغيرو فالمدرسة تيضحكو عليا وأنا ممسوقاش وتنقول يكفي أن الصوف فيه ريحة جدتي... عمري ننسا جدي اللي النهار كلو وهو ساجد على فمو تيصايب فالموطور تاع لمقدم باش يعطيه دراهم معدودات ويعطيني منهم باش نشري مجلة العندليب ومنين كمل خدمتو المقدم مبغاش يخلص جدي و تشانقو تا لاح لمقدم لجدي لفلوس فالارض وتحنا المسكين على ركابيه كيجمع فيهم ويديه مطليين بلاكريس وبلوزتو الزرقة المرقعة تثير الكآبة فلقطة تراجيدية مؤلمة، وكمش لفلوس وبلاما يحسبهم وعطاهم ليا... مغننساش النهار اللي باسني معاذ ولد ماليكة لغليضة وتقلقت وبديت تنبكي وتنغوت ومنين قلتها جدتي قالت لي البوسان مغيلصقش فيك، وكيفاش تعاملت ببرودة مع الأمر وتساءلت كون قلت ليها راه زهير غتاصبني كانت ردة فعلها غتكون هكا؟ كون قلت ليها راه زهير حواني وحل ليا سروالي اللي كنتي تتقوليلي متحليهش لشي حد من غير راجلك تا كنت غنموت كانت غتقولي لحوا مكيلصقش فبنادم طول لعمر؟؟؟
تدوزو بخير...
Commentaires
Enregistrer un commentaire